كتاب جمالية الفن العربي للكاتب عفيف بهنسي

Image result for ‫كتاب جمالية الفن العربي للكاتب عفيف بهنسي‬‎

كتاب جمالية الفن العربي للكاتب عفيف بهنسي , كتاب مميز جداً يعطي للقارىء جرعة مركزة من مفاهيم الفن العربي محيطاً بزوايا خفية لا يلق لها بالا غير المختص , فالكتاب ينطلق من شرح تمايز الفن العربي عن الغربي و يشرح اختلاف مفهوم تسمية الفن الاسلامي عن الفن المسيحي , ويشرح للقارىء لماذا لانجد البعد الثالث في الفن العربي و ما علاقة الدين في ذلك , و لماذا لا توجد مساحات فارغة في الفن العربي , و يتحدث عن انتقال المعاني القدسية الإسلامية إلى عالم الإشارة والمحسوسات أي إلى صيغ جمالية دنيوية , و من ثم يأخذ القارىء برحلة حول مراحل تطور الفن العربي و يسهب بالحديث عن كل من الرقش العربي و الخط العربي و العمران العربي و الأصول المباشرة للكتابة العربية , و من ثم يزداد الامر تشويقاً بحديث حول مدينة دمشق القديمة و البيوت الشامية و يختم الكتاب بدعوة إلى العودة إلى الجمالية العربية و شرح مفهوم الأصالة و أهميتها , الكتاب غني جداً وفي الكثير من المعلومات والأفكار التي تشبع غير المختص و تجعله يشعر بالإكتفاء الذي يشبع الفضول على الاقل , و يذكر ان الكثير الاستشهادات الفنية التي ذكرها الكاتب موجودة للأسف في متاحف أوروبية لا عربية , من مثل واجهة قصر المشتى الشهيرة الحجرية والموجودة في متحف الدولة في برلين في الختام تقيمي للكتاب 4/5 و هو كتاب مميز جداً من كتب سلسلة عالم المعرفة الكويتية
مقتطفات من كتاب جمالية الفن العربي للكاتب عفيف بهنسي
----------------------
أن الفن هو الحضارة , فهو فعالية إبداعية راقية تدل على مستوى رقي الإنسان ووسائله في مجتمع معين ضمن حدود مكانية وزمانية , وهو لغة تعبيرية مرتبطة بروح هذه الأمة
-------------
الفن الغربي ليس هو مقياس الفنون كلها , وليس هو الفن العالمي , وان انتشاره إنما تم تبعا لانتشار النفوذ الغربي في العالم , أو انتشار أساليب التعليم الغربية
----------------
إذا كان الإسلام ذروة من ذروات الحضارة العربية , فان هذه الحضارة كانت قائمة منذ أن كان الوجود العربي , بل منذ أن انطلق أسلافنا العرب من جزيرتهم العربية إلى بلاد الرافدين سعيا وراء الماء والكلأ , فأنشأوا فيها الحضارات المتتابعة التي ما زالت آثارها قائمة حتى الآن , فالحضارة العربية لم تبتد v في القرن السابع بل هي موجودة منذ الألف الثالث قبل الميلاد , واستمرت تحمل جميع خصائص الأمة العربية حتى يومنا هذا
------------------------
إن قوانين الوجود المادي للأشياء التي يحكمها في الغرب علم المنظور وعلوم أخرى , يقابلها لدى العرب قوانين روحية يحكمها مفهوم الوجود الأزلي ( الله ) و مفهوم فناء الأشياء وعلاقتها بالوجود الأزلي
----------------
والمنظور الخطي يعتمد على مبدأ أساسي هو أن المشاهد يقف إزاء خط يقع بمستوى بصره , هو خط الأفق , وان الأشياء أيا كان موقعها , ترتبط نقاط سطحها الأول بنقطة هروب تقع على خط الأفق وذلك على شكل أشعة متجمعة
------------------
ويقوم المنظور الصيني على أن خط الأفق لا يقع أمام المشاهد بل خلفه (وذلك لان الإنسان جزء من الطبيعة كما أوضحناه) ثم أن نقاط الهروب أيضا تتجمع في الأبعاد , وهكذا فان الأمر يبدو مختلفا جدا عنه في المنظور الغربي. فالفنان الصيني يعطي قيمة واضحة للفراغ ويفتح الأفق على اللامتناهي.
------------------
مهمة الفنان العربي كانت دائما التعبير عن الرسم بذاته فيما كانت مهمة الفنان الغربي التعبير عن مشهد بذاته.
------------------
اهتم العربي في رسمه وتصويره بعدم مضاهاة الله في خلقه. فلقد درج على عدم تصوير البعد الثالث والتعبير عنه لأنه يعني وعاء المضمون الروحي للأشياء
------------------
الفرق بين المنظور الروحي العربي والمنظور الهندي , فهما متشابهان في عدم استقرار عين الناظر للمشهد , ولكن العين في المنظور الروحي تبقى مطلقة الحركة بدون قيود , ولكنها في المنظور الهندي تتحرك ضمن تعدد خطوط الأفق عنده أو ضمن تعدد نقاط الهروب على خط الأفق الواحد. ولكنهما مختلفان ,اما في جميع الأمور التي يبقى المنظور الهندي مشابها فيها للمنظور الغربي
-----------------
ولكي لا يترك الفنان العربي مجالا في عمله الفني لعبث إبليس وتخريبه فانه يقوم بإشغال جميع الفراغات في عمله الفني , أما بإضافة عناصر شكلية في تصويره التشبيهي , أو بتفريغ عناصر تجريدية هندسية أو نباتية في رقشه العربي
----------------
ليست الجمالية العربية وليدة التعاليم الدينية الإسلامية , بل انهما وليدا مواقف فكرية قديمة عاشها العرب منذ بداية التاريخ , فالتوحيد كان نتيجة حتمية لذلك التأمل الدائم الذي كان يمارسه أسلافنا الرافديون , عندما كانت السماء الصافية اكثر أيام السنة تجذبهم إليها , فيرقبون الكواكب والنجوم ويستطلعون المستقبل والغامض , ويتعرفون على الأنواء والأجواء
-------------------
تاريخ الفن هو تاريخ الإنسان , وهو تاريخ روح حضارة هذا الإنسان.
----------------
تؤلف مقامات الحريري مجموعة من القصص تميزت بدقة الملاحظة وخصب الخيال وبلاغة النص , وكانت لها شهرة شعبية ومكانة في الأدب وهي تحكي قصة أبي زيد السروجي وهو رجل فصيح اللسان حاضر البديهة واسع الحيلة ولكنه فقير رث الحال , يغشى الجموع ليقوم فيها خطيبا أو واعظا , أو لينتشر بينها متنادرا أو متخاصما أو مستجديا , ويهوى التخفي تسترا من الخصوم وسعيا في دراسة اﻟﻤﺠتمع وكشف مواطن الضعف في الناس
-------------------
ولم يقتصر عمل يحيى بن محمود بن يحيى الواسطي على التصوير والتخطيط بل قام بعملية الزخرفة والتذهيب وقد برع في رسم الزخارف الهندسة مندمجة أو مشتركة مع الزخارف النباتية أو الحيوانية. أما الزخارف الكتابية فلقد شملت الكتابة الكوفية المبسطة والمورقة والمزهرة المحفورة على أرضية من الزخارف النباتية
---------------------
مشكلة فن النحت تفوق تعقيدا مشكلة التصوير , ذلك لان النحت كان اقرب إلى صناعة الأصنام ولذلك فانه كان من الأعمال التي تدخل في نطاق التحريم
----------------------
والمعرفة الحدسية ذات امتداد مخروطي , بمعنى أنها تزداد اتساعا كلما ازدادت عمقا وبالعكس. أما المعرفة الحسية فهي ذات امتداد أسطواني , ولذلك فإنها سطحية لا يفيد معها التعمق
-----------------------
حفل الفن الغربي بمعالم الإنسان , بالشكل العرضي , بالجسد , بينما نرى الإنسان المادي والروحي عند العرب مندمجا في روح العالم لكي يصبح جزءا من مصدر الإمكانات التي بوسعها أن تكون أي شيء من الأشياء المألوفة والعرضية
------------------------
فالتقاليد التي وضعت أصول الفن الأكادي والآشوري والتي امتدت إلى الفن الآرامي والفينيقي , هي نفسها التقاليد التي ورثها العرب بعد الإسلام. فلقد كره الساميون الأجداد تصوير الأجساد , وأقاموا عمارتهم على أسس تصاعدية , فعكست بذلك روحيتهم المتعالية , كالزيقورات والأبراج التي آخذت شكل المآذن كمأذنة الملوية , وصورت انكفاءهم وتأملهم الباطني بطراز عمارتهم المغلق الداخلي , الذي نرى اذجه شائعة حتى اليوم.
-------------------------
أن للقدرة البشرية حدودا , فمهما سعى الفنان إلى نقل ومحاكاة الطبيعة والواقع فانه يقف عاجزا عن أحكام النقل والمضاهاة
------------------------
فالفن ليس عملا طقوسيا أو تعريفيا بالإسلام , وإنما هو صيغة من صيغ التعامل مع الواقع , وهي صيغة غير مادية
-----------------------
العربي المسلم الذي جاء من الجزيرة , لم يمارس في الواقع التصوير وإنما هو المواطن الشامي الذي أسلم أو الذي بقي على نصرانيته , هو الذي تابع الرسم والتصوير حسب التقاليد الدارجة.
--------------------
التماثيل والأوثان التي كان العرب يتبركون بها قبل الإسلام ما هي إلا ,اثيل رومانية قديمة كانت ترد مع التجار من بلاد الشام , وقد حملت أهمية قدسية أو تعويذية أولا , ولكنها ذات قيمة فنية غريبة , وهكذا كانت هذه الصور لصفتها الوثنية ولجماليتها الغريبة مرفوضة من الإسلام.
-----------------------
يقف الرقش العربي في نقطة التقاء الخط العربي بالتصوير. والخط العربي هو تجديد في رسم الحروف والكلمات التي تحمل معان معينة. أما التصوير فهو رمم أشكال ووجوه ,ثل حدثا أو مشهدا واقعيا أو خياليا
------------------------
على أن المطلق إذا كان مفهوما فلسفيا فهو في المفهوم الجمالي يعني إيجاد الصيغة الأكثر محضية , فالجمال القائم في الطبيعة , جمال التفاحة أو جمال البحر أو جمال المرأة , هو جمال شيء معين ويشترك في تزكية هذا الجمال عوامل عديدة , منها المتعة أو اللذة أو الذكرى.
----------------------
الفن التجريدي في الغرب , استطاع أن يخدم الأفكار المطلقة خدمة كبيرة , فبعد أن كانت الشجاعة أو البراءة أو الوحشية , الخير أو الشر , الجمال أو القبح , لا تظهر بمدلولها عند الإنسان أو في الطبيعة , اصبح من الممكن التعبير عن هذه الأشياء المطلقة في الفن التجريدي دون أي مستند واقعي.
-----------------
الكلمة العربية هي صورة تتضمن صوتا ومعنى وخيالا مرئيا. وعلى هذا فان الكلمة العربية عندما استخدمت كعناصر فنية في الرقش العربي , لم يكن القصد الإفادة من شكل هذه الكلمة الفني بحد ذاته وحسب , بل كان القصد تركيب لوحة فنية ذات أبعاد مكانية وزمانية
--------------
كان لكل حرف صورة تقابله , فالألف تقابل القامة الجميلة المنتصبة وصورة الجيم هي الأذن , والدال صورة العاشق الذي صار دالا من شدة الحزن والسين هي الأسنان الجميلة والمميم الفم الجميل , وكانت الواو صورة الزورق والراء صورة الهلال وهكذا
---------------------
ولم تستطع المدينة القد ة التقليدية استيعاب الأعداد المتزايدة من السكان. إذ أنها قاصرة عن التوسع الأفقي والعمودي , فهي محصورة بسورها أو بحزامها الأخضر , ثم هي محصورة بارتفاعها المحدود بطابقين لا أكثر يهيمن عليها المسجد الجامع وحده ومآذن المساجد الأخرى وقبابها
---------------------
العمارة العربية الإسلامية الأولى لم تجد مناصا من التأثر بالعمارة القائمة في سوريا والتي تعود إلى حضارتين عريقتين هما الحضارة البيزنطية والحضارة الساسانية
--------------------
البيوت الشامية تتألف من أقسام تقليدية لا بد أن توجد في أكثرها , وهي الدهليز الطويل والباحة السماوية , الإيوان , القاعات الشتوية في الجهة الشمالية من الباحة , وذلك لتكون معرضة لأشعة الشمس , والقاعات الصيفية ذات الفسقيات المائية وهي تقع في الجهة الجنوبية ذات سقوف عالية لتخفيف الحر وتأمين الجو الرطب
--------------------
الإيوان , أي الغرفة العالية السقف , يبلغ ارتفاعه ضعفي ارتفاع سقف الغرفة , وينفتح هذا الإيوان كليا على الصحن يزينه من الأعلى قوس كبير مزخرف بطريقة (الابلق) وهو حشوات من ملاط معين على حجر أو جص محفور.
--------------------
فإذا كتب للدول العربية أن تكون خاضعة للنفوذ السياسي الأوروبي ثم النفوذ الثقافي الغربي وان تتبنى منجزات الغرب , لإقامة نهضة زائفة , فان عمليات التحرر السياسي قد فتحت الأبواب للتحرر الثقافي الذي يبقى عماد البناء الحضاري الثقافي.
-----------------------
أن حقيقة القومية لا تظهر فقط من خلال التسمية أو وحدة اللغة , بل إنما تظهر من خلال وحدة الشخصية الحضارية. فإذا كانت هذه الوحدة الحضارية قائمة في التاريخ فان تحقق وجودها موحدا في الحاضر
-----------------------
إن الفن يختلف عن الصناعة والعلم , فهي وسائل تقنية تسد حاجات الناس المتزايدة لاستقرار حياتهم ولكن الفن مظهر تتجسد فيه فعالية أمة أو مجموعة بشرية , هو مظهر لحضارة قومية محددة , تغني بازدهارها التاريخ والحضارة الإنسانية كلها. وعلى هذا فان العلم يتصف بالعالمية بحكم ارتباطه بالعقل الإنساني وبحاجات الإنسان , أما الفن فهو قومي لارتباطه بروح الأمة وتراثها وتاريخها وظروفها.
------------------------
فالرجوع إلى الماضي نكسة لا يمكن تبريرها , ذلك لان الحاضر يتبقى أفضل من الماضي لأنه إضافة إلى مكتسبات الماضي وليس نقصانا , حتى في حالات التقهقر , فان ثمة تجارب جديدة يستفيد المرء من معاناتها , فتكسبه معرفة جديدة لوجه آخر من وجوه الحياة , ولكن الحاضر أيضا ليس هدفا ولا يمكن أن يكون هدفا , لأنه غير موجود أصلا , فجميع المنجزات التي نحققها اليوم تضاف حالا إلى الماضي. ولكن الهدف هو المستقبل
-----------------------
إن التراث يحمل صفة الد يمومة أما الماضي فيحمل صفة الانقضاء والانتهاء والتجاوز. التراث هو العطاء القومي الحضاري المتزايد الذي يتجهز به الإنسان في مجتمع من اﻟﻤﺠتمعات لخوض غمار المستقبل , وهو دائم ومتنامي ولا يرتبط بمرحلة واحدة من مراحل التاريخ , فالتراث العربي لا ينتمي فقط إلى العصر الأموي أو العباسي أو الأندلسي أو العصور الأخرى , وإنما ينتمي أيضا إلى جميع المراحل السابقة التي كان الإنسان العربي يقدم فيها عطاياه ومنجزاته بدءا من فجر وجوده.
---------------------------
النقص الأكثر خطورة في ثقافتنا الفنية هو عدم وضوح مفهوم الفن العربي في ذهننا. ويرجع ذلك أيضا إلى تخلف المفكرين والكتاب عن التصدي لهذا الموضوع الهام , على الرغم أننا نستطيع أن نتعرف على الأسس الفلسفية الفنية من خلال ما كتبه الأقدمون من أمثال الجاحظ والتوحيدي والأصفهاني والفارابي
---------------------------
والخزف طين مشوي بأشكال مصبوبة أو مكونة مغطاة بدهان براق أزرق واخضر , أو بدهان ذي بريق معدني بإضافة أملاح الحديد والانتيموان إليه. وغالبا ما يكون الخزف مرسوما فوق الطلاء أو تحت الطلاء , أو مرسوما بالبريق المعدني , ويصنع عادة من طفل أصفر مغطى بطبقة غير شفافة من المينا القصديرية ترسم عليها الزخارف بالأكاسيد بعد حرقها.
------------------
صناعة السجاد كانت موجودة في سورية منذ القرن الأول الميلادي في دورا أوروبوس وفي تدمر

تعليقات

الأكثر مشاهدة

رواية أنتيخريستوس الممنوعة

الأحد.. إعلان نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة 2019 عبر بوابة الحكومة المصرية

استبدال"التوك توك" بـ"الميني فان": "بادرة خير"